رغم إجراء المقابلة بين المنتخبين المصري والجزائري، إلا أن المختصين في القانون، لم يستطيعوا منع أنفسهم من التساؤل حول سبب عدم لجوء الاتحادية الدولية إلى تطبيق قوانينها بخصوص حالات الاعتداء على المنتخبات الزائرة، خصوصا في ضوء اعتراف الممثل الساهر على الأمن التابع للفيفا أنه شاهد لاعبين جزائريين مصابين وبقعا من الدم على وجوه البعض منهم، وفي ضوء، أيضا، التحذير الذي تلقاه الاتحاد المصري من الاتحادية الدولية بخصوص احتمال حدوث شغب بمناسبة المقابلة المذكورة.
وتحدد المادة الـ 65 الخاصة بتنظيم المقابلات، الواجبات التي يتعين على الجمعيات المنظمة للمقابلات أن تلتزم بها ويتعلق الأمر بـ ''واجب تقدير المخاطر والإبلاغ عنها إلى هياكل الهيئات الدولية'' و''احترام واعتماد الإجراءات الأمنية المعروفة واتخاذ الإجراءات الأخرى التي تستدعيها الظروف قبل وأثناء وبعد المقابلة وأيضا خلال اندلاع الأحداث''، و''حماية الحكام الرسميين واللاعبين والأعضاء الرسميين للفرق الضيفة خلال مدة إقامة هؤلاء'' و''إبلاغ السلطات المحلية والتعاون بفعالية'' و''ضمان الانضباط في الملاعب ومحيطها وأيضا التسيير الحسن للمقابلة''. ويتضح من خلال هذه المادة، أن مسؤولية حماية المنتخب الضيف تقع على الجانب المصري بما أنه هو الطرف الذي استقبل الطرف الجزائري، وبما أن الفريق الجزائري تعرض إلى اعتداء قامت كاميرات العالم بتصويره عندما كان متوجها إلى الفندق، فإن الطرف المصري يبقى متهما بالتقصير في هذا الجانب. وتضمنت قوانين الاتحادية الدولية العقوبات الواجب اعتمادها في حال حدوث تقصير في هذا الجانب، وفي هذا الخصوص، جاءت المادة الـ 66 لتكشف عن طبيعة العقوبات التي تسلطها الفيفا على المنتخبات المضيفة، في مثل هذه الحالات.
وتقول هذه المادة، ''في حال عدم استجابة الطرف المضيف للالتزامات المذكورة في المادة الـ 65، فإنه يتعرض إلى غرامة مالية''. وأيضا ''في حال معاينة مخالفة خطيرة للمادة الـ 65، فإن السلطة بوسعها أن تسلط عقوبات أخرى، منها منع الاستقبال في الملعب المعين سابقا وإلزام الفريق المضيف بإقامة مقابلته في ملعب محايد''. وتضيف المادة نفسها ''إمكانية تسليط عقوبات أخرى في غياب الخطأ في صورة إجراء أمني''.
والملاحظ أن الاتحادية الدولية تحاشت نقل إقامة المقابلة إلى ملعب آخر، حيث جرت المقابلة رغم أنف الجزائريين، وفضلت طلب ضمانات أمنية مكتوبة من الطرف المصري، في وقت أدلى ممثل الفيفا، والتير غاغ، بتصريح أكد فيه أنه شاهد لاعبين جزائريين مصابين، كما قال إنه يصعب عليه الحديث عن إصابات سطحية ما دام أنه شاهد بقعا من الدم، فماذا كانت تنتظره الفيفا لتنقل المقابلة إلى ملعب محايد؟